لماذا نجح فيصل بن عبدالعزيز دون الاعتماد على أمريكا أو المتشددين؟ وفشل الآخرون

بعد أن استبشرنا بالخير في عهد الملك عبدالله بن عبدالعزيز في سياسته التي تحكم العقل والمنطق بدلا من أفكار المتشددين، ها نحن نعود نشاهد عودة قوية للحكومة في دعم المتشددين.

بعد حادثة الحرم التي قادها جهيمان العتيبي عليه من الله ما يستحق، عاد بنا الملك فهد رحمه الله عهودا إلى الخلف في إقفال المجتمع السعودي وحصر الحريات فيما يسعد المتشددين فقط.

ويبدو لي والله واعلم أن تخلي الولايات المتحدة الأمريكية عن الرئيس مبارك، وهو الحليف القوي للولايات المتحدة، جعل الحكومة السعودية أيضا تفقد الثقة في الولايات المتحدة كصديق صادق. لذا كان الخيار أمامها هو شراء رضا المتشددين وتحقيق مطالبهم.

والحقيقة أن المتشددين رجال يتصفون بعدم الخوف وصوتهم دائما عالِ، بينما المعتدلين معتدلين في كل شيء حتى في مواقفهم وتعبيرهم عن آرائهم، مما يسهل على وزارة الداخلية من السيطرة عليهم.

الحقيقة أن التوجه الحالي للدولة هو توجه محزن إلى أبعد الحدود بعد ما حققه الملك في تفتيح العقول المغلقة، فإن قوة الدولة ليست في سجن مواطن مثلي أو غيرى، فتلك ليست دليل على قوة الحكومة، بل قوة الدولة وهيبتها تكون عندما تفرض ما تؤمن به على المجتمع بأكمله وتدفعة إلى الأمام ليكون في مصاف دول العالم الأول من حيث العلم والصناعة والقوة العسكرية، قوة تجعل الأمم تحسب لنا حسابا، تلك هي القوة الحقيقية التي نريدها ويريدها كل ذي لب من أبناء الوطن المخلصين.

والسؤال هو لماذا نجح فيصل بن عبدالعزيز رحمه الله في الاعتماد على ما يمليه عليه دينه وعقله ومستشاريه، دون الخوف من أمريكا أو المتشددين. فقد كان قوي وصريح مع الأمريكان، وكان أتخن متشدد باسم الدين يعلم بأنه في حضرة ملك لا يهاب إلا الله فيما يرى، ولا يخاف في الله لومة لائم.

رحمك الله يا فيصل فلن ينساك أبناء هذه البلاد ممن عاصروك وعرفوك يا رجل، بل يا سيد الرجال.