ملوك الدولة السعودية الثالثة.. من وجهة نظري الشخصية

ملوك الدولة السعودية الثالثة بلغوا ستة حتى تاريخه.. وعلى رأسهم الإمام المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود.. وفضله على الوطن يحتاج إلى صفحات بل كتب لحصرها.. ويكفي اختصارها بإلقاء نظرة على وضع الجزيرة العربية قبل توحيدها وبعد توحيدها، كيف كان حال الوطن من حيث الأمن، من حيث الرعاية الصحية، من حيث التعليم، توفر الغذاء والدواء، والقائمة طويلة.
ثم يأتي في المرتبة الثانية في رأيي الملك فيصل بن عبد العزيز، فهو بحق من بنى مؤسسات الدولة لتتحول إلى دولة كبرى في إقليم الشرق الأوسط وتتمتع بأحترام الدول الكبرى.
ثم يأتي بعده في التفوق الملك عبد الله بن عبد العزيز الذي أستطاع أن يجعل من الوطن قبلة المواطن، وأستطاع أن يجعل جميع الأجهزة الحكومية تعمل بتناغم وتجانس لم يصل إليه أي من الملوك قبله، وفي رأيي أن أعظم ما قام به الملك عبد الله هو:
- مواجهة القبلية والعنصرية بحزم وعن قناعة.
- العدل بين الناس على أساس أنهم سواية في الحقوق والواجبات.
- محاسبة نفسه بحزم ومراقبة الله في تصرفاته وأقواله وأفعاله.
- إحترام الأخلاق والمبادئ.. فأخلاقة أخلاق فارس حقيقي.. لا يرضى باستغلال أحد لأحد، ولا قوي لضعيف.
- صادق وشفاف.. ما يقوله هو ما يفعله، وما يعتقده هو ما يقوله.
- أسقط الهالة القدسية التي وضعها المشايخ عليهم.. وحقق قول التابعي سعيد بن المسيب رضي الله عنه: كل كلام رد على صاحبه إلا صاحب هذا القبر.
- ساعد المرأة على المنادة بحقوقها.
- فتح باب الابتعاث لأبنائه المواطنيين بشكل ليس له مثيل بغرض فتح المجتمع وتطويره، للحاق بالأمم المتحضرة، فتحضر المجتمع يحتاج إلى أجيال، ولكن المال يساعد على تسريع تطوير المجتمع.
والقائمة تطول..
لا أريد أن أظلم الملوك الأخرين من آل سعود فهؤلاء الملوك الثلاث هم المتميزون.. فالملك سعود رحمه الله كان له الفضل في نشر العلم بنشر المدارس في جميع ربوع الوطن، إلا أن الفساد الإداري على عهده جعل أخية الملك فيصل يتولى مقاليد الحكم لينقذ البلاد من حالة إفلاس مالي.
والملك خالد رحمه الله كان رجلا بسيطا ليس له في الحكم من مطامع أو أهداف أو برامج وعلى الرغم من ذلك فقد فتح الله على البلاد في عهده خزائن الدنيا وعم الخير على العباد.. وفي رأيي أن ذلك بسبب صلاحه وتقواه.
أما الملك فهد رحمه الله فقد كان صاحب فكر ورجل دولة من الطراز الأول لكن خلفية وخبرة وزارة الداخلية لازمته، فكان وزيرا للداخلية أكثر من كونه ملك.. فقفل البلاد وأحكم السيطرة على الناس بسطوة السلطة والقوة، ولا ألومه فكل من وصل إلى الحكم في العالم وله خبرة وزير الداخلية كان وبالا على مواطنيه، ومثاله بن علي في تونس والرئيس سركوي في فرنسا.. وفي عهدالملك فهد كان الشعور بالإنتماء للوطن في الحضيض، وذلك بسبب عدم الشفافية، وتخالف الأقوال عن الأفعال، وتفشي العنصرية والقبلية برغبة شخصية منه، ولإيمانه بسياسة فرق تسود. كما صاحب عهده القحط الشديد حتى وصل سعر برميل النفط إلى مستوى أقل من تكلفه الانتاج، ولم يبقى لوزارة المالية أي جهة في العالم لم تقترض منها، وقبل مماته حمل الدولة ديون كبيرة وعظيمة بسبب تساهله بل وتسرعة بتحمل المملكة لتكاليف في حرب الخليج الأولة والثانية، ولم يطلب منه أحد ذلك، مما يعني أن تحمل لتك التكاليف لم يكن لها داعي.. وعلى الرغم من الضنك الذي عاناه الناس في عهده فقد عاش هو والمقربين منه من أسرته ببذخ رهيب، حتى بلغت الطائرات التي تحمله وبطانته وأغراضه في أي سفرة أكثر من سبعة طائرات من مختلف الفئات، وقيمة إجازته في أوروبا تفوق الخيال، وبناء وصيانة قصوره في كل مكان تثقل كاهل ميزانية الدولة..
ولما كان الملك عبد الله بن عبد العزيز على النقيض تماما.. وكان للقرارات التي أتخذها في ترشيد المصروفات الملكية والديوان الملكي على الخصوص أثرها.. حتى أنك لتجد موظفي الديوان الملكي لأول مرة يبحثون على وظائف أخري خارج الديوان.. لذا كان الملك عبد الله أقرب لقلوب الشعب.. وفي رأيي أن صفات الصدق والشفافية والعدل والروح الوطنية العالية والإحساس بالمسئولية أمام الله قبل الناس جعلت منه قائدأ للوطن والمواطنيين على مختلف ميولهم ومعتقداتهم وعاداتهم ومناطقهم عن حب وليس عن خوف..
وصدق من قال أن العدل أساس الحكم..
بأبي أنت وأمي يا أيها الملك الحبيب إلى قلوب شعبك والكثيرين من غير شعبك.. نصرك الله وأيدك وسددك في كل قول وفعل وألبسك ثوب الصحة والعافية.. ورضى الله تعالى عنك في الدنيا والآخرة.. آمين