السعوديون يستحقون شركة طيران أفضل من الخطوط السعودية

يستحق السعوديون شركة طيران أفضل من الخطوط السعودية نظرا لمكانة المملكة الاقتصادية على المستوى العالمي والإقليمي، والسعودي مواطن صبور غلبان يتحمل أقصى درجات الأذى من هذه الشركة ويوكل أمره لله على اعتبار أنه لا حل آخر فإما أن يقبل بالموجود أو يركب سيارة للسفر داخل المملكة المتباعدة الأطراف.

اليوم عدت من الرياض إلى جدة ظهرا على رحلة رقم 1037، فبعد تأخير ساعة كاملة عبرنا إلى الطائرة من الجسر رقم 33 بمطار الملك خالد الدولي، وبقينا داخل الجسر المتحرك إلى الطائرة أكثر من 20 دقيقة في وجود ثلاث مكيفات على مسافات متعددة داخل الجسر لا تنفث إلا هواء السموم، فيبدو أنه لا فريون بها في حين أن درجة الحرارة خارجه تتجاوز 44 مئوية.

ضاق نفسي وشعرت بأنني داخل برزخ يؤدي إلى جهنم، وأكثر ما أحزنني منظر الأطفال الصغار والنساء وهن يرتدون العبي السوداء ولا يبدو منهن سوى العينين، إحدهن صرخت باستحياء وقالت يا ناس إرحمونا، وكان لسان حالي يقول ما في حل إما أن تقبلي أو سافري بالبر.

المفاجأة الأكبر كانت تعطل المكيف بالطائرة البوينج 777، تصوروا سافرنا من الرياض إلى جدة بطائرة لا تنفث سوى هواء حار ونحن في عز الصيف، ساعة ونصف ونحن محشورن في مقاعد الدرجة السياحية حشرا وبمكيف لا يطلف سوى فيحا من جهنم. وتسألت في نفسي لماذا لم يتم اصلاح الطائرة في الرياض؟ وإذا كانت محطة الرياض ليس بها الامكانيات، فهل يعقل أن تعود الطائرة إلى جدة وهي محملة بالناس يعانون سوء تصرف مسئولي الخطوط السعودية الذين لا يخافون الله ولا الناس، بل أكبر همهم هو الخوف من انكشاف أمرهم أمام ولاة الأمر، نعم والله هذا همهم فقط، أما أن يؤدوا واجبهم بكفاءة ودراية وبما يحترم آدمية الناس فذاك مفهوم لا يدركونه لضيق أفق منسوبيها.

إن الشكوى لغير الله مذلة، خصوصا عندما يكون الأمر يتعلق بخطوطنا الوطنية، الخطوط السعودية، لذا فإننا نبث همنا وحزننا لله رب العالمين.. وصبرُ جميل